يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما كعود زاده الاحراق طيبا
اذا سبني نذل تزايدت رفعة و ما العيب الا ان اكون مساببه
و لو لم تكن نفسي علي عزيزة لمكنتها من كل نذل تحاربه
اذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من اجابته السكوت
فان كلمته فرجت عنه و ان خليته كمدا يموت
قالوا سكت و قد خوصمت قلت لهم ان الجواب لباب الشر مفتاح
و الصمت عن جاهل او أحمق شرف و فيه أيضا لصون العرض اصلاح
اما ترى الأسد تخشى و هي صامته و الكلب يخسى(الرمي بالحصى) لعمري و هو نباح.
ومن اقوال الحكماء
لو كل كلب عوى ألقمته حجراً لأصبح الصخر مثقالاً بدينارِ فلو ذهبنا نرمي الكلاب إذا نبحتنا بحجارة فسوف يرتفع سعر الحجارة ولا نستطيع شراءه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
( إن ما عند عوام المسلمين وعلمائهم أهل السنة والجماعة من المعرفة واليقين ، والطمأنينة والجزم بالحق والقول الثابت والقطع بما هم عليه ؛ أمر لا ينازع فيه إلا من سلبه الله العقل والدين)
قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه :
( يابني إياكم ومخالطة السفهاء فإن مجالستهم داء وإن من يحلم عن السفيه يسر بحلمه ومن يجبه يندم ومن لايقر بقليل مايأتي به السفيه يقر بالكثير وإذا أراد احدكم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فليوطن قبل ذلك على الأذى
وليوقن بالثواب من الله عزوجل إنه من يوقن بالثواب من الله عزوجل لايجد مس الأذى )
وقال الشاعر عمرو بن علي أبياته المشهورة
إذا نطق السفيه فـــلا تجبه *** فخـير مـن إجابته السكوتُ
سكتُّ عن السفيه فظنّ أني *** عييت عن الجواب ومــــــا عييتُ
وسأل علي رضي الله عنه عامرَ بن مرّة الزهري: - من أحمقُ الناس؟
قال: مَنْ ظنَّ أنه أعقلُ الناس.
قال: صدقتَ، فمَنْ أعقلُ الناس؟
قال: من لم يتجاوز الصمتَ في عقوبة الجهال.
وقال هذا المعنى أحد الشعراء:
وفي الحلم ردعٌ للسفيه عن الأذى * وفي الخَرق إغراء فلا تك أخرقا
فتـندمَ إذا لا ينفـَعَنْـكَ ندامـةٌ *** كما ندم المغبون لما تـفـرّقـ
إذا لم تصن عرضاً ولم تخش خالقاً...وتستح مخلوقاً فما شئت فاصنع
إذا كنت تـأتي المرء تعظم حقـه...ويجهل منك الحق فالصّرم أوسع