خيبة قوية.. للكرة المصرية
السقوط بدأ من زامبيا.. تأكد في عمان.. واكتمل في الجزائر
* خيبة قوية.. للكرة المصرية.. اسمحوا لي أن اكتب هذا العنوان رغم قسوته الشديدة. لكن هذا هو الهدف الذي أسعي إليه حتي يشعر اللاعبون بقدر المرارة التي يعيشها الشعب المصري منذ الهزيمة الثلاثية من الكرة الجزائرية!!
.. كانت ليلة أول أمس.. سوداء قاحلة.. كان الجميع يجهز الدفوف والطبول والسيارات والأعلام لتحويل الشوارع في القاهرة والمحافظات إلي كرنفالات ملونة بلون الفرحة للفوز علي الجزائر. لكن الحلم تبخر. طار في الهواء مع الدخان الذي شاهدناه في الملعب. أي أن الفرحة المصرية تحولت للجماهير الجزائرية التي شعرت بالفرحة ثلاث مرات. ثم امتدت بعد صافرة الحكم إلي كل شوارع ومدن الجزائر.
فما أجملها فرحة جزائرية وما أسودها ليلة مصرية عاشها الجمهور الذي أحس بالصدمة من كل شيء!!
شعرنا بالصدمة من اللاعبين والتشكيل. من الأداء. من النتيجة. من الاقتراب جدا من الخروج وتوديع تصفيات كأس العالم مبكرا. ليضيع الأمل بنسبة 90% وتبقي نسبة 10% فقط وهي المرتبطة بالمستحيل الصعب. أي أن منتخبنا يريد الفوز في كل المباريات المتبقية في المجموعة وعددها أربع مباريات خارج مصر وداخلها.
فهل يستطيع فريقنا المحترم بمستواه الذي شاهدناه أمام زامبيا بالقاهرة ومع الجزائر بالجزائر.. أن يحقق الفوز في كل المباريات؟! هل يستطيع الفوز بهذا المستوي المتدهور واللياقة الهزيلة. والروح الميتة خارج مصر؟!!
اسمحوا لي أن نتحدث بصراحة دون أن يكون الهدف تحطيم اللاعبين لأننا نعيش معهم علي نسبة ال 10% الأمل المتبقي!!
كل البشائر لم تكن جيدة.. كانت سيئة جدا.. منذ بداية التصفيات ونحن نرتدي ريش الطاووس الإفريقي ونعيش في الوهم لأننا أبطال القارة. فمن الذي يعادينا؟! من الذي ينافسنا؟! غرور ما بعده غرور كبرياء اللاعبين تحطم في الجزائر. لو كانت الهزيمة بهدف مثلا.. لقلنا ماشي!!
.. لو كانت بالثلاثة وقدمنا عرضا جيدا.. لقلنا إن الحظ عاندنا!! لكن كيف نبرر ما حدث من تراجع وسقوط وهزيمة وفشل؟!
التراجع بدأ بعد الفوز بكأس الأمم في غانا وشعورنا بأننا الأسياد!!
والسقوط بدأ عندما فكر كل لاعب ماذا سيكسب من الفيلل والقصور والمتاجرة في البورصة؟!
الهزيمة بدأت بالتعادل مع زامبيا في القاهرة لأن المشوار الصعب يبدأ بخطوة أولي والخطوة كانت سيئة مع زامبيا فتوقف قطار المنتخب في أول محطة.. وقوفا إجباريا.
أما الفشل فقد بدأ باللعب وديا في عمان. وهي تجربة تافهة لأقصي درجة.. حتي نفسيا لم تحقق للاعبين سوي الاستهتار بلقاء الجزائر الذي يستعد في فرنسا ويلعب مع أقوي الفرق هناك.
الخيبة قوية للكرة المصرية. ولاشك لأن الجماهير المصرية التي عاشت الأفراح طويلا علي مدار أربع سنوات تحطمت نفسيا ومعنويا. لاسيما وأن الهزيمة الثلاثية الثقيلة جاءت مع الجزائر.
وهل الجهاز الفني بريء من تحمل أسباب الخيبة القوية؟!
أبدا والله.. الجهاز مسئول. والجميل أن كل أعضاء الجهاز الفني يحملون أنفسهم المسئولية. وهذا شيء جميل لأنه سيكون دافعا لتصحيح الأوضاع من جديد. لكن كيف يكون التصحيح؟!
نحن سنلعب مع القوي العالمية الكروية في كأس القارات.. فماذا سنفعل؟!
هل منتخبنا سيناطح البرازيل؟! كيف؟!
من في العالم يستطيع أن يقنعني بأننا سنواجه البرازيل ونقدم عرضا جيدا؟! ويا تري بكم هدف سنخسر من البرازيل.. إذا كانت الجزائر قد هزمتنا بالثلاثة؟!
إذا كان منتخبنا قد تعادل مع زامبيا علي أرضنا في القاهرة فهل سيهزم إيطاليا في كأس القارات؟!
أعرف أن هذه المقارنة لا يعتد بها في دنيا الكرة.. ولكن الشيء بالشيء يذكر!!
* أخشي والله علي منتخبنا في كأس القارات.. لكن لو أخذنا العملية جد سنعتبر أن مباريات جنوب إفريقيا في كأس القارات إعداد جيد لمنتخبنا قبل باقي مباريات تصفيات كأس العالم.
لا نريد لتلك الخيبة القوية التي حدثت في الجزائر أن تتكرر من جديد في زامبيا!!
لا نريد أن يخسر فريقنا أية مباراة في التصفيات القادمة. ونترك الأمور بعد ذلك للظروف.. لأننا لكي نصل لكأس العالم لابد أن نفعل المستحيل!!
والمستحيل الصعب هنا أن نفوز نحن علي طول الخط وأن يخسر فريق الجزائر ويخسر فريق زامبيا علشان خاطر عيون المصريين!!
كل شيء والله ممكن. حتي المستحيل ممكن.. لكن إلي متي سنعتمد علي الآخرين ولا نعتمد علي أنفسنا؟!