يلعب منتخب مصر اليوم في كأس القارات أمام نظيره البرازيلي وتحديدا في الخامسة مساءبتوقيت القاهرة ـ الرابعة بتوقيت جنوب إفريقيا ـ علي ملعب فري ستيت بمدينة بلومفونتين الذي يتسع لحوالي48 ألف متفرج ويدير اللقاء الحكم الانجليزي هاوارد ويب, وذلك في بداية مباريات المجموعة الثانية التي تشهد لقاء آخر في التاسعة والنصف بين ايطاليا والولايات المتحدة.
ويدخل المنتخب الوطني المباراة تطارده أسئلة كثيرة من الجماهير المصرية سواء التي تتابعه في الوطن أو التي توافدت إلي جنوب افريقيا لتشجيعه, وفي مقدمة هذه الاسئلة: ماذا سيفعل أمام عمالقة البرازيل؟..وهل جاءت كأس العالم للقارات في غير موعدها بالنسبة لمنتخب مصر الذي خرج للتو من هزيمة معنوية ثقيلة أمام منتخب الجزائر؟ أم أن هذه البطولة فرصة ذهبية أمامه لمصالحة الجماهير وتعويض ارتباكه في تصفيات المونديال؟
وبين المخاوف من صدمة جديدة والحديث عن الخروج بأفضل شكل يعيد للفريق ثقته في نفسه وثقة جماهير مصر فيه حتي لايدخل مباراة رواندا المقبلة في تصفيات المونديال باحباطات جديدة..ستكون المباراة المرتقبة والمثيرة, بل والتاريخية أيضا بين الفراعنة ونجوم السامبا, ولكن ماذا سيفعل حسن شحاتة أمام أصحاب المهارة والفن والسرعة والتحرك الجيد؟
ان المدير الفني للمنتخب الوطني يعرف جيدا صعوبة اللعب أمام البرازيل وشاهد ما فعلوه مؤخرا بأهدافهم الاربعة في مرمي الاورجواي, لكنه يقاوم الخوف بضراوة حتي لايؤثر في اللاعبين, باعتبار انه مطالب بأن يظهر منتخب مصر بشكل جيد, والا تكون النتيجة في حالة الخسارة كبيرة, أما اذا فعلها وتعادل علي الاكثر, فان هذا قد يعيد الصورة الجميلة للفريق في أذهان المصريين بعد أن أصحبت باهتة إلي حد كبير, ومن هنا جهز شحاتة أوراقه مركزا في الاساس علي الحد من خطورة المنافس بجماعية الدفاع المنظم بداية من وسط الملعب, لان الدفاع الفردي وطريقة رجل لرجل لن تفيد, بل ستأتي بما لايحمد عقباه, لان الرجل في منتخب البرازيل لن ينتظر!
يضاف إلي ذلك ما يتعلق بتغيير طريقة اللعب إلي2/5/3 بدلا من3/4/3 التي اعتاد الظهور بها, لان هدفه التوازن الدفاعي, ولهذا سيعتمد علي أفضل العناصر التي تساعده علي تنفيذ ذلك, حيث جلس شحاتة يقلب في أوراقه خلال تدريبات اليومين الماضيين حتي استقر بشكل كبير علي تشكيل البداية لمباراة اليوم, والذي يتضمن عصام الحضري في حراسة المرمي.. وأمامه هاني سعيد ووائل جمعة وأحمد سعيد أوكا.. وفي اليسار سيد معوض ويمينا أحمد فتحي.. وفي الوسط حسني عبدربه ومحمد شوقي وأحمد حسن, وأمامهما أبوتريكة وزيدان, ولكن هذا لايمنع من حدوث تغيير متمثل في عودة أحمد فتحي إلي الدفاع وظهور المحمدي يمينا, ولكن في النهاية هذه هي الاوراق التي سيتعامل معها شحاتة بما يخدم تفكيره, ولاسيما أن الكثير منهم لديه مرونة اللعب في أكثر من مركز, فقد نجد حسني عبدربه مدافعا وأحمد فتحي في الوسط.. أما ماتردد عن الدفع بوجوه جديدة ووجود مفاجأت في التشكيل فهو أمر صعب في البداية, ولكنه قد يأتي فيما بعد, رغم محاولات بعض أعضاء الجهاز الفني المناداة بذلك.. ولكن المغامرة يتحمل نتيجتها شحاتة وحده, وعلينا أن ننتظر ونري.
وفي المقابل, يظهر دونجا المدير الفني للبرازيل يقف منتشيا وخلفه كاكا وروبينيو, ويرتدي الثلاثة ملابس سوبر مان ـ كما صورته رسوم كاريكاتورية في بعض الصحف الجنوب افريقية ـ ويقول تصريحه الذي أطلقه عقب وصوله هنا وهو: البرازيل تلعب دائما من أجل الفوز!
وبلا شك أن تصريحات دونجا لم تأت من فراغ أو لمجرد إرهاب المنافسين, وانما نابعة من تاريخ وأداء ونتائج تحمل الفوز في آخر3 مباريات في تصفيات المونديال, حتي بات تشكيل الفريق محفورا في ذهنه, وأكدت هذه المجموعة الشابة من اللاعبين أن البرازيل بالفعل أرض كرة القدم.. وجعلت الجماهير البرازيلية غير متشائمة, وتثق في فوز منتخب بلادها بالبطولة لدرجة أنهم جعلوا الشارع الجنوب افريقي يتحدث عن نجوم السامبا أكثر من ذكر منتخب بلاده!
يعتمد منتخب البرازيل علي طريقة2/4/4 وهذه الطريقة ترتكز علي الهجوم الخاطف, لذلك سوف يعتمد دونجا علي الكسندر باتو المعروف بسرعته ومهاراته الجيدة جدا وكليبر الذي أصبح يعشقه جمهور البرازيل إلي جانب جوان ولوسيو دواني الفيس وروبينيو وكاكا لتمويل لويس فابيانو في الهجوم, وبالتأكيد من خلفهم جميعا الحارس جوليو سيزار.
وأخيرا.. لايتبقي سوي القول إن لقاء مصر والبرازيل سيخطف الانظار وسيتابعه الملايين في العالم عبر شاشات التلفاز, فهل تدعو الجماهير المصرية للمنتخب الوطني بأن يخرج من المباراة تاركا صورة طيبة للكرة المصرية, وسعيدا.. يضحك لاعبيوه.. وجهازه الفني. ورؤساء بعثته..قولوا أمين!