السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
اخواتى واخوانى في الله
أوصيكم ونفسي بتقوى الله في السر والعلانية، وأحضكم على طاعة ربكم فإنها خير ما أعد لليوم الآخر،
وأحذركم الدنيا فإنها عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر، وإنما أيامها ولياليها مراحل إلى المقابر، وأحثكم
على مراقبة مولاكم فإنه علام السرائر، وأنهاكم عن مخالفته وارتكاب الذنوب الصغائر والكبائر، استحيوا من
الله الذي تحبب إليكم بإنعامه المتكاثر، وتعرف إليكم بما رادفه من إفضاله الواف
حكي عن إبراهيم بن أدهم أن رجلا أتاه فقال: يا أبا إسحاق أنا رجل مسرف على نفسي وقد أحببت أن تحدثني
بشيء من الزهد، لعله يلين قلبي وينوره، قال إبراهيم: إن قبلت مني ست خصال أوصيك بها فلا يضرك ما
عملت بعدها، فقال: وما هي، فقال: أول خصلة أوصيك بها إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل رزقه، قال: فإذا كان
المشرق والمغرب والبر والبحر والسهل والجبل رزقه فمن أين آكل، فقال: يا هذا أفيحسن بك أن تأكل رزقه
وتعصيه، قال: لا والله هات الثانية، قال: إذا أردت أن تعصيه فلا تسكن في بلده، فقال الرجل: يا إبراهيم هذه والله
أشد من الأولى إذا كانت كل البلاد له ففي أي جهة أسكن، فقال: يا هذا أفيحسن بك أن تسكن في بلده وتأكل من
رزقه وتعصيه، قال: لا والله هات الثالثة، قال: إذا أردت أن تعصيه فلا تخليه يراك، قال: يا إبراهيم كيف يكون
هذا وهو يعلم السرائر ويكشف الضمائر، قال: يا هذا أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتسكن بلده وتعصيه وهو يراك،
فقال: لا والله هات الرابعة، قال: إذا جاءك ملك الموت يقبض روحك فقل أخرني حتى أتوب، فقال: ليس يقبل
منى، فقال: إذا علمت أنك لا تقدر على دفع ملك الموت فلعله يجيئك قبل أن تتوب، قال: صدقت هات الخامسة،
قال: إذا جاءك منكر ونكير فخاصمهما بقولك إن استطعت، فقال: ليس ذلك إلي هات السادسة، قال: إذا كان غدا
بين يدي الله وأمر بك إلى النار فقل لا أذهب إليها، فقال: يا إبراهيم حسبي حسبي حسبي.
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
اخوتى في الله
-(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)- [الأحزاب/56].
وأكثروا عليه من الصلاة يعظم لكم ربكم بها أجرا، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا»( ).
اللهم صلى وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر وارض اللهم عن
الأربعة الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم
بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعدائك أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين،
اللهم وآمنا في دورنا وأوطاننا، وأصلح ووفق ولاة أمورنا.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم إنا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار.
عن صديق........