قال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: إن كل من ادعو معرفتهم بالرئيس السابق مبارك، لا يعرفون عنه شيئا، حيث غنه لا توجد صورة محددة للرجل حتى الآن، لكنه فى نفس الوقت قدم عرضًا لمجموعة من الصور الذهنية عنه، منها واحدة تشبهه بالبقرة الضاحكة. وتساءل كيف استطاعت "بقرة ضاحكة" أن تحكم مصر 30 سنة؟
جاء ذلك فى كتابه الجديد "مبارك وزمانه.. من المنصة إلى الميدان"، الذي يبدأ عرض أولى حلقاته فى عدد الغد من جريدة "الشروق". في مقدمة الحلقة أوضح هيكل أنه برغم وصول مبارك إلى قاعة المحكمة ممددا على سرير طبي دخل به إلى زنزانة حديدية، فإن التهم التي وجهت إليه ليست هي التهم التي يجب محاكمته عليها بل هي آخر التهم التي يمكن أن توجه إلى رئيس دولة ثأر شعبه عليه وأسقط حكمه وأزاحه.
وأكد هيكل في هذا السياق أن المنطق في محاكمة أي رئيس دولة أن تكون على أساس التصرفات التي أخل فيها بالتزامه الوطني والسياسي والأخلاقي وأساء بها إلى شعبه، لأن هذه هي التهم التي أدت للثورة عليه، أي أن محاكمة أي رئيس دولة يجب أن تكون سياسية تثبت عليه أو تنفي عنه مسئولية الإخلال بعهده ووعده وشرعيته، مما استوجب الثورة عليه، أما بدون ذلك فإن اختصار التهم في التصدي للمظاهرات هو قلب للأوضاع ويستعجل الخاتمة قبل المقدمة والنتائج قبل الأسباب.
وبرر هيكل ذلك، بأنه التهم الموجهة لمبارك الآن لم تظهر خروجه على العهد والوعد والشرعية، لأن تصديه للمظاهرات ممارسة لسلطته في استعمال الوسائل الكفيلة بحفظ الأمن العام للناس، والمحافظة على النظام العام للدولة، ومن ثم يصبح التجاوز في إصدار الأوامر أو تنفيذها رغبة في حسم سريع، ربما تغفره ضرورات أكبر منه أو في أسوأ الأحوال تزايدا في استعمال السلطة قد تشفع له مشروعية مقاصده – حسب تعبير هيكل.
[i]