مجموعة من النواب السلفيين أرادوا أن يلتقطوا الصور في قاعة مجلس الشعب الرئيسية .. لكن لأنهم اختاروا بالتحديد كرسي رئيس المجلس والذى ظل ملاصقاً لأحمد فتحي سرور تحو 20 عاماً ، وهو يمثل لهم " خطوة كبيرة " فى طريقهم الطويل الذى بدأ بعد ثورة لم يعترفوا بها في البداية .. أى أن كرسي رئاسة برلمان الثورة لا يمثلها ، علي الأقل شكلياً ..
عموماً هي مجرد صورة .. خاصة وأن أغلب الظن سيكون الدكتور سعد الكتاتني – أخوان مسلمون – هو رئيس المجلس القادم ، لكنها الفكرة التى تجعل البعض يتصور أنه لمجرد الوصول لكرسي سرور .. قد وصل فعلاً لمحطة السلطة ، ومن غرائب الأمور أنه في مثل هذا اليوم من عام واحد فقط كان الآلاف من السلفيين عموماً مشردين وتتم مطاردتهم من أمن الدولة .. لكن جاء اليوم الذى يجلس فيه أحدهم على كرسي رئيس مجلس الشعب ولو من باب الهزار .. أو حتى علي كرسي آخر بجانبه من باب الجد .
تاريخياً .. مجلس الشعب المصرى كان مشهوراً بكرسيين ، الأول هو كرسي الملك وهو كرسي من الخشب المذهب ومكسو بالديباج الأحمر الفاتح ومزين بأشكال دائرية ووريدات من اللؤلؤ ، وهو حالياً موجود في متحف المجلس ، أما كرسي رئيس المجلس فمازال كما هو .. وعلي جانبيه شمعدانان ، وهو من الخشب المذهب ومكسو بالقطيفة الزيتي وله شلتة متحركة ومن خلفه يقع النسر الشهير رمز جمهورية مصر العربية ، كرسي مجلس الشعب في مصر جلس عليه عظماء خلدهم التاريخ .. وأيضاً للأسف فاسدون ، وكان إسماعيل راغب باشا هو أول رئيس للبرلمان المصري وافتتح الجلسة الأولي في 25 نوفمبر 1866 ، كما تولي الامير حسين كامل باشا رئاسة البرلمان من 30 يناير 1909 وحتى 3 مارس 1910 قبل أن يحكم مصر فيما بعد ويطلق علي نفسه لقب " سلطان " ، أيضاً تولي هذا المنصب محمود فهمى باشا (11 أبريل 1910-30 يونيو 1913) و سعد زغلول باشا (24 ديسمبر 1924- 23 مارس 1925) ومصطفى النحاس باشا (7 نوفمبر 1927-15 مارس 1928) وعبد اللطيف البغدادى (22 يوليو1957-4 مارس 1958) و الرئيس الراحل محمد أنور السادات مرتين الأولي (21يوليو1960-27سبتمبر1961) والثانية (26مارس1964-12نوفمبر1968) ، والوحيد الذى تسلم دستورياً رئاسة الدولة كان الدكتور صوفى أبو طالب (4 نوفمبر 1978-4نوفمبر1983) لأن فترة رئاسته صادفت اغتيال الرئيس السادات ، ورغم أن مبارك ظل في الحكم 30 عاماً لكن لم يمر علي مجلس الشعب طوال هذه الفترة سوي الدكتور محمد كامل ليله (5 نوفمبر 1983-22 يونيه 1984) والدكتور رفعت المحجوب (23 يونيه 1984- -12 أكتوبر 1990) ثم الدكتور أحمد فتحى سرور والذى ظل رئيساً لمجلس الشعب نحو 20 عاماً وكان أطول رئيس برلمان في العالم .
مر مجلس الشعب المصري بأربع مراحل منذ 1866 حتي الآن ، الأولي مكانية حيث كان المجلس يعقد جلساته في قصر الجوهرة بالقلعة ثم انتقلت الجلسات إلي قاعة المحكمة المختلطة محكمة عابدين الآن ثم قاعة مجلس شوري النواب التابعة لوزارة الري وعام 1923 أقر الدستور وجود مجلسين وتم إنشاء المقر الحالي لمجلس الشعب مع الإبقاء علي قاعة الشوري الحالية ، واستمر عمل المجلسين لحين قيام ثورة يوليو حيث تجمد نشاط البرلمان لمدة 5 سنوات وخلال هذه المدة تغير اسم البرلمان من مجلس شوري النواب إلي مجلس شوري القوانين إلي الجمعية التشريعية ثم مجلس النواب وبعد عودته سنة 1957 بعد الثورة كان اسمه مجلس الأمة وفي دستور 1971 أصبح اسمه مجلس الشعب وعاد مجلس الشيوخ تحت اسم مجلس الشوري عام 1982 بعد تجميد استمر 30 عاما بموجب تعديلات دستورية علي دستور 1971.
وقد أكد المستشار سامى مهران أمين عام مجلس الشعب أن الشيخ سيد عسكر نائب حزب الحرية والعدالة (عمال) عن دائرة طنطا بمحافظة الغربية، مازال مرشحا حتى الآن لرئاسة الجلسة الافتتاحية الإجرائية لمجلس الشعب المقررة غداً ، وقال المستشار مهران إن بيانات مركز المعلومات بمجلس الشعب تبين أن الشيخ سيد عسكر هو أكبر الأعضاء سنا من بين النواب الذين فازوا فى المراحل الثلاث السابقة لانتخابات مجلس الشعب على المقعد الفردى والذين قاموا باستخراج بطاقات العضوية حتى الآن ، وأضاف المستشار مهران أن بيانات الشيخ السيد عبد المقصود محمد عسكر تبين أنه يبلغ من العمر 77 عاما حيث إنه من مواليد الأول من فبراير عام 1934، وهو بذلك أكبر الأعضاء سنا حتى الآن.
والشيخ السيد عسكر كان نائبا فى مجلس الشعب دورة (2005-2010) عن مجموعة كتلة الإخوان المسلمين (مجموعة ال 88)، وكان يعمل وكيل وزارة وأمينا مساعدا لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف وهو حاليا بالمعاش ، والمعروف أن الجلسة الافتتاحية الإجرائية للبرلمان يرأسها أكبر الأعضاء سنا لحين انتخاب رئيس ويعاونه اثنان من أصغر الأعضاء سنا.
والمعروف – دستورياً – أن اختصاصات رئيس مجلس الشعب المصرى – سواء هو أو مكتبه المشكل من الوكيلين - تتركز فى وضع خطة نشاط المجلس ولجانه والإشراف عليها ، ومعاونة النواب فى أدائهم مسئولياتهم البرلمانية ، كما إن له سلطة تكليف لجان المجلس بدراسة موضوع ما وتقديم النتائج والتوصيات ، كما إنه صاحب الحق الوحيد في وضع جدول أعمال الجلسات وإدراج مشروعات القوانين والموضوعات المهمة ومتابعة الأحداث الجارية ومناقشتها ، كما إنه يمثل المجلس ويعتبر المتحدث الرسمي باسمه محافظاً علي أمنه ونظامه وكرامة أعضائه ، وله حق الإشراف علي سير جميع أعمال المجلس وافتتاح الجلسات ورفعها وإدارة المناقشات ، وله أن يبدى رأيه فى جميع الموضوعات التى تتم مناقشتها ، وله أن يفوض أحد الوكيلين أو كليهما في بعض اختصاصاته