صلاح الشرنوبي يروي قصة اختطافه بالتفاصيل : لو تأخرت الشرطة لكنت ميتاً

روى الموسيقار صلاح الشرنوبي تفاصيل 36 ساعة من الاختطاف على يد عصابة ، وقال ' لو تأخرت الشرطة نصف ساعة فقط، لأصبحت من الأموات ' .


واشار الشرنوبي لصحيفة 'القبس' الى ان رحلة اختطافه مؤلمة، وتجربة مريرة قال إنه لن ينساها طوال عمره 'كنت مرعوبا ولا أصدق أنني ما زلت حيا'.



وأضاف الشرنوبي للصحافي مؤمن عبدالرحمن انه: 'قبل عملية الاختطاف بـ8 أيام اتصلت بي مطربة شابة تدعى حنين، وطلبت مني تحديد موعد في مكتبي بالمهندسين لإنتاج عمل فني.



اعتقدت أنها المطربة الخليجية حنين، وذهبت الى المكتب وقابلتها وحددنا جلسة عمل يوم الأحد الساعة الثامنة داخل مكتبي. وحضرت حنين والمنتج حازم، وأنا كنت في مكتبي أعدّ لمسرحية 'حمرا يا' مع المخرج مجدي الناظر واتفقنا على إنتاج شريط لها، ولم أتفق معها على المقدّم. وقال حازم إن شقيقته سلمى ستأتي بعد ساعة ومعها مقدم العقد وسنوصل حنين لشقتها بالهرم'.



وتابع الشرنوبي تفاصيل الحكاية قائلا: 'تركتهم بالمكتب، كانوا يخرجون ويقعدون داخل الاستديو بحرية مطلقة، وتجاوزت الساعة العاشرة والنصف، واستأذن المنتج حازم لسفره الى شرم الشيخ، واتفقت معه أني سأرسل له الأغاني وأسماء فريق العمل على الإيميل'.



واوضح انه 'مضت ساعتان ونصف الساعة ودقت الساعة الواحدة ورجعت حنين وقالت إن سلمى لن تستطيع الحضور لظروف عائلية، فقلت لها سأوصلك أنا بسيارة عمرو زهرة، فاتصلت البنت بحازم وقالت له إنني سأوصلها، وبعد انتهائي من العمل بالاستديو ركبنا السيارة أنا وعمرو وركب معنا المخرج محمد القصاص ومساعد المخرج عبدالفتاح'.



وفي الطريق (يستطرد الشرنوبي) في شارع الهرم اتصلت حنين بحازم وقالت له 'معي أربعة في السيارة'، وفوجئت بالمنتج يتصل بي ويقول لي إنه لا يصح أن يقوم أربعة رجال بتوصيل المطربة منعاً للقيل والقال، فطلبت من القصاص وعبدالفتاح أن ينتظراني في أحد كافيهات شارع الهرم وأخذت عمرو.



واكمل الشرنوبي انه 'وصفت البنت لنا الطريق، ووجدنا أنفسنا في منطقة اسمها كعابيش بمنطقة فيصل في الهرم. هناك قابلنا شخصا ضخم الجثة قال إنه البواب وركب معنا السيارة، ووقفنا أمام أحد المنازل، وفوجئنا بعدها بأوتوبيس كبير يقتحم الشارع ونزل منه 6 أشخاص ملثمين ومعهم بنادق آلية وتعدّوا علينا بالضرب أنا وعمرو والمطربة'.



ولفت الى انه 'حاول عمرو زهرة مقاومتهم، فهدده أحدهم بتفجير رأسه ووضعوا 'عصابة' سوداء على أعيننا، ثم قيدونا بالحبال وأمرونا بالصعود إلى آخر الأوتوبيس والجلوس أسفل المقاعد، كما أمروا صديقي عمرو بالجلوس في المقدمة'.



واكّد انه 'كنت أسمع صوت ضرب على الوجه وبالعصي وصوت استغاثة البنت وشتائم وصرخات صديقي عمرو. وفوجئت بشخص ثالث مقيد وملقى بجواري، وعلمت انه سائق الأوتوبيس وأنه تمّ اختطافه وسرقة الأوتوبيس. ومضى ما يقرب من ساعة تقريبا على سير الأوتوبيس، ومررنا بعدة كمائن للشرطة، كان يهرب منها المتهمون بالسير في طريق آخر. ثم توقف بمنطقة زراعية وتجمّع المسلحون وأنزلونا من الأتوبيس واختفت المطربة وسائق الأوتوبيس، وتم تسلمينا لمجموعة أخرى في سيارة جيب شروكي.



وسمعت المتهمين يقولون 'خذوهم على المخزن'. وبعد ربع ساعة داخل السيارة أنزلونا أمام بيت في منطقة مهجورة'.



وأضاف الشرنوبي: نزعوا عصابة العينين وحضر كبيرهم وقال إن اسمه المعلم سنجام، وسألني 'أنت شغال ايه؟'، فقلت له مهندس، وعمرو قاله مخرج، فقال لنا: 'انتوا مين هيحلكم؟'، ولم أفهم قصده، فقلت له: 'يعني إيه؟'، فأجاب بصوت عال: 'مين هيدفع الفدية بتاعتك 2 مليون جنيه؟'، قلت له 'أولادي هيدفعوا'. فقال لعمرو: 'وانت مين هيدفع لك؟'، فرد عليهم عمرو: 'أنا مفيش معايا فلوس ومحدش هيدفع أصلاً'، وعمرو مشاغب وجريء، وانا التزمت الصمت معهم، والحكمة حتى لا أتعرض للسب أو البهدلة'.



وتابع: 'بعد أن أفصحت عن هويتي الحقيقية تركونا وانصرفوا، وجلس معنا أحدهم، ثم نمنا قليلا بعد أن وصلت الساعة حوالي 11 صباح يوم الاثنين، وفوجئنا بأفراد العصابة يحضرون لنا إفطارا وسجائر'.



ثم حضر المعلم سنجام، وتحدثت معه في عدة أمور عامة، فقال لي: 'أنت راجل طيب وهترجع لأولادك'، وعرفت منه ان المجموعة التي خطفتنا مسجلين خطر (خطف) وأنهم يخطفون الناس مقابل مبالغ مالية، ورحلتهم تنتهي عندي'.



وواصل الشرنوبي رواية التفاصيل قائلا: المعلم سنجام قال لي: 'انا واولادي دول ـ يقصد أفراد عصابته ـ مهمتنا تخزين الضحايا وتسليمهم، بس علشان انتوا ناس غلابة مع ان صاحبك شقي ومشاغب، بس هاتصل بـ 'الكبير أوي' اللي أمر بخطفكم أمامكم'، وبالفعل اتصل بـ'الكبير أوي'، وقال: 'الناس دي لازم ترجعهم لأسرهم وهما هيراضوكم'، اي سيعطونهم المقسوم، واتفق معه انه سيأخذنا ليلاً الى بيته'.



وفي التاسعة من مساء الاثنين وضعوا عصابة على أعيننا وأخذونا الى منزل مكون من 8 طوابق، وصعدنا حتى الطابق الثالث، وتعبت من الدرج، وفوجئت بالمعلم سنجام يحملني على كتفه حتى الطابق الثامن، وبعدها تكلم مع شخص ضخم الصوت هو 'الكبير أوي' وقال 'استلم البضاعة.. الموسيقار والمخرج'، وتركنا ومشى المعلم سنجام ورجاله.



وبدأ المشهد مع 'الكبير أوي'، قال لي: 'عيالك هيدفعوا الـ 2 مليون إمتى؟ ولو مر يوم هيبقوا 3 ملايين.. كل يوم بيمر ثمنه مليون جنيه'، وعمرو قال لهم: 'أنا محدش هيدفعلي ومعنديش فلوس'، فقال له 'الكبير اوي': 'الأستاذ صلاح عنده استديو في المهندسين وفي إسكندرية، ولسه جاياله فلوس من دبي، وأنت مخرج كبير'.



والتفت الى الشرنوبي وسأله: 'أنت عندك كم سنة؟'، فقلت له 59، قال: 'يعني لو كل سنة تعمل فيها مليون يبقى عندك 59 مليون'، فقلت له: 'أنا ما اشتغلتش اول ما أتولدت على طول كده يا كبير!'.



وتركونا في الدور الثامن ونزلوا، وبقى معنا واحد هارب من السجون سليط اللسان وكثير السب فينا. وعند حلول الليل نمنا، إلا أن عمرو أصيب بتعب بسبب الكلى، وبدأ يسبهم من آلامه، فاقتربت منه وقرأت آيات قرآنية، محاولا تهدئته.



وفجر الثلاثاء سمعنا دقات على الباب، فقال لنا حارسنا إننا سنخرج من الباب الخلفي، وعندما رفضنا وضع السلاح على رأسينا وهددنا بإطلاق الرصاص علينا، وفجأة وجدت قوات الشرطة تقتحم المكان لتحررنا، ولحظتها أجهشت بالبكاء، لأنني لم أكن أتوقع عودتي سالماً.