اعتبر مؤيدون للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أن أداءه كان جيدا للغاية فى مناظرته أمس مع عمرو موسى، وأن إجاباته اتسمت بالدقة والتحديد، فى حين أن موسى أثبت، بحسب تعبيرهم، أنه مؤمن بفكر النظام السابق.
وصف الدكتور محمد حبيب، النائب السابق للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وأحد أبرز الداعمين للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المناظرة بالتجربة الجديدة التى قامت بها بعض القنوات الفضائية، فى محاولة لتقليد بعض ما يجرى فى الغرب بالنسبة للمرشحين على منصب رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أن هذه التجربة تمنح كل مرشح فرصة لكى يعرض ما عنده على الرأى العام.
وأضاف: "لكنى أتصور أن هذه المناظرات فى مصر لا يعول عليها كثيرا فى حسم السباق الانتخابى، وأعتقد أن النزول للجماهير مباشرة والاستماع إليهم أكثر فاعلية من المناظرات".
ورأى حبيب أن المناظرة لم تأت بجديد وأن كل الكلام الذى جاء على لسان المرشحين سبق أن ورد على لسانهم أكثر من مرة، مشيرا إلى أن الهجوم المتبادل بين المرشحين هو أمر طبيعى ويحدث فى المناظرات طوال الوقت.
وحول أداء الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، قال حبيب: "كان جيدا وإن لم يكن هناك فارقا كبيرا بينهما".
ومن جانبه، أكد مختار نوح المستشار القانونى لحملة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والقيادى السابق لجماعة الإخوان المسلمين أن المناظرة التى تمت أمس بين كل من الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والسيد عمرو موسى والتى تعد الأولى من نوعها فى تاريخ مصر، لم تكن مناظرة حقيقية بالمعنى العلمى الصحيح، مشيرا إلى أنها كانت مجرد مباراة بين المذيعين لإثبات تفوقهم على غيرهم فى الحصول على سبق إعلامى.
وأوضح نوح فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن المناظرة لم تمكن أبو الفتوح من إظهار كنوزه، فى حين أنها لم تواجه موسى بأسباب سكوته عن جرائم كثيرة جرت فى عهد النظام السابق، وعن جرائم فى حق الدولة العربية تمت خلال توليه وزارة الخارجية وعن تقصيره فى قضية فلسطين، وبالتالى فإن هذه المناظرة لا يمكن تقييم أى من المرشحين على أساسها، على حد قوله.
ووصف الدكتور كمال الهلباوى المتحدث السابق لجماعة الإخوان المسلمين فى الخارج واحد الداعمين للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المناظرة التى تمت أمس بين كل من موسى وأبو الفتوح بالجيدة، مشيرا إلى أن المناظرة اتسمت بسعة الحوار بين أكثر المرشحين شعبية وهما أبو الفتوح الممثل للتيار الثورى الإسلامى، وموسى الممثل لتيار ما قبل الثورة.
وأكد الهلباوى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن الإجابات على الأسئلة خلال المناظرة كانت مرضية إلى حد كبير من الطرفين، رغم محاولة موسى التهكم على أبو الفتوح واتهامه أنه من الإخوان فقد كان من الأولى أن يتعلق الحوار بمستقبل الوطن.
وأضاف الهلباوى أن أبو الفتوح اكتسب بعض النقاط على موسى بسبب موقفه من إسرائيل والالتجاء إلى التيار الثورى وتبنى مطالب الثورة وموقفه من المجلس العسكرى.
بينما أكد محمد نور المتحدث الإعلامى باسم حزب النور السلفى أن المناظرة كشفت أن هناك فارقا كبيرا بين رجل لديه إجابات واضحة وهو الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وبين رجل أثبت أنه ليس فقط موظفا لدى النظام السابق لكنه يؤمن أيضا بفكر هذا النظام الذى قامت ضده الثورة.
وأضاف: "لم نحصل من عمرو موسى على أى إجابات طوال المناظرة ولم يفصح عن ذمته المالية أو حالته الصحية وهذا أمر يثير كثيرا من القلق لدى المواطن المصرى، قائلا: "لدرجة أنى شعرت فى بعض الوقت أن عمر سليمان هو الذى يتحدث".
وأوضح نور أن ملاحظته الوحيدة على أداء أبو الفتوح أثناء المناظرة هى أدبه الشديد وامتناعه عن الرد بقوة على عمرو موسى، قائلا: "أبو الفتوح كان لديه من أخلاق الفرسان ما منعه من أن يطيح بموسى"، وتابع: "بعد هذه المناظرة أستطيع أن أؤكد أن اختيار حزب النور للدكتور أبو الفتوح كان صائبا للغاية".
ومن جانبه قال محمد هيكل أحد مسئولى حملة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ساخرا: "عمرو موسى يستحق جائزة أنه قدر يقف 4 ساعات على رجليه وهو فى السن دا".
وتابع هيكل على حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "يا ترى متوقع إيه من منافسين بيتناظروا، يطبطبوا على بعض، وهل سيادتك شوفت أى مناظرة فى دول أخرى ولقيت المنافسين جابين تفاحه أو ورد لبعض، بالعكس بتبقى أكثر سخونة وأكثر هجومية بكثير".
وعلى الجانب الآخر، وصف مؤيدو عمرو موسى المرشح لرئاسة الجمهورية كلام منافسه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بالإنشائى، والمرتبك كثيرا عندما تحدث موسى عن بعض ما كتبه أبو الفتوح فى كتابه"، وأكد المؤيدون أن "موسى" وجه عدة ضربات قاضية لمنافسه أفقدته توازنه.
وأضافت حملة موسى أن أبو الفتوح قال نعم للتعديلات الدستورية فى حين أن موسى قال لا، كما أشارت إلى كلام موسى عن أبو الفتوح، حينما قال له إن دعوت الفلسطينيين فى أحد حواراتك للاعتراف بإسرائيل فكيف لك أن تقول أن إسرائيل عدو.
وأشارت الحملة إلى أن موسى وجه انتقادا لاذعا لأبو الفتوح، حينما أشار إلى أنه يستخدم نفس مصطلحاته خلال برنامجه الانتخابى والتى كان من أشهرها مصطلح الـ100 يوم الأولى ومصطلح الجمهورية الثانية.
كما أوضحت الحملة حديث موسى عن الإسلام، حينما قال نحن لا نزايد على الشعب المصرى فالمصريون كلهم متدينون هذا فضلا عن كلام أبو الفتوح فى حديث سابق مع الإعلامية منى الشاذلى، حينما أكد أنه من الممكن أن يتحول المسلم إلى مسيحى والعكس، فسأله موسى هل مازال على رأيك أم تراجعت.
وأشارت الحملة إلى ارتباك أبو الفتوح حينما أخرج موسى كتابا كتبه أبو الفتوح وراح يسأله عن استخدام العنف من أجل الهدف وفق ما كتب أبو الفتوح وهنا شعر المرشح بتوتر شديد كان ظاهرا عليه.
وأوضحت الحملة رد موسى على أبو الفتوح حينما اتهمه بأنه جزء من النظام السابق بينما هو كان معتقلا فكان رد موسى عليه أن النظام سقط ولم يكن فيه، مشيرا إلى أنه يسعى إلى مصلحة الوطن فيما كان أبو الفتوح فى مستشفى القصر العينى وليس معتقلا، ووصفه لذلك بـ"الكوسة"، واستطرد قائلا:"على أبو الفتوح أن يوضح لنا هل كان يعقد صفقات من أجل الإخوان وليس من أجل الدولة أو المصلحة العامة".
وأشار المستشار الإعلامى إلى أن نجاح موسى فى المناظرة هو تتويج لنجاح الحملة، قائلا: "لك أن تتخيل عدد التليفونات التى انهالت على كافة مسئولى الحملة للتهنئة للأداء الجيد لعمرو موسى، ونجاح أول مناظرة فى تاريخ مصر بين اثنين من أقوى المرشحين لرئاسة مصر" .
وفى نفس السياق أكد المستشار الإعلامى أن الحملة تابعت عملية تصويت المصريين فى الخارج فى أول أيام التصويت من خلال غرفة عمليات يقودها أحد قيادات الحملة وهذه الغرفة تتابع الدول التى بها تصويت، مشيرا إلى أن المندوبين فى الخارج أكدوا تفوق عمرو موسى فى المؤشرات الأولية للتصويت.
وقال المستشار الإعلامى: "أتوقع أن عمرو موسى سيحصل على النسبة الأكبر من التصويت، لأن المصريين فى الخارج يعرفون جيدا ما الذى قدمه موسى خلال فترة وجوده فى الوزارة للمصريين ومساندته لهم، فهم يريدون رئيس دولة قوى والكثير منهم يرى ذلك فى موسى".