في لقاء تاريخي ببطولة القارات اليوم
منتخبنا يبحث عن معجزة أمام راقصي السامبا
إيطاليا والولايات المتحدة.. المفاجآت واردة
في الخامسة عصر اليوم تتجه أنظار جماهير مصر والعالم كله صوب أقصي جنوب القارة السمراء وبالتحديد إلي استاد الولاية الحرة "فري ستيت" بمدينة بلومفونتين بجنوب افريقيا حيث المواجهة التاريخية بين منتخبنا الوطني الملقب ب "الفراعنة" ومنتخب البرازيل الملقب "براقصي السامبا" في افتتاح مباريات المجموعة الثانية لبطولة كأس القارات.. ويعقب هذه المواجهة مباراة إيطاليا بطل كأس العالم والولايات المتحدة القوة الكروية الصاعدة في التاسعة والنصف مساء بتوقيت القاهرة باستاد لوفتس فيرسفيلد بالعاصمة السياسية بريتوريا.
قبل أن نستعرض المواجهة التاريخية بين منتخبنا الوطني ونظيره البرازيلي هناك حقيقة ورقم أن يعلمه الجميع ويضعوه في أذهانهم وهو أن المنتخب البرازيلي يضم نخبة من النجوم العالميين يبلغ سعرهم في سوق اللاعبين نحو أربعة مليارات جنيه.. في حين أن منتخبنا يضم لاعبين لا تتجاوز أسعارهم جميعاً 100 مليون ومن هنا يكمن الفارق.. ومن هنا تظهر الحقيقة الساطعة سطوع الشمس .. ولكن كرة القدم عودتنا كثيراي علي أن هناك شيئاً اسمه المفاجآت.. وكل ما نطمع فيه ونرغبه ونتطلع إليه أن تتحقق المفاجأة.. والمفاجأة هي أن نتعادل مع البرازيل أما إذا فزنا فإنها ستكون المعجزة بعينها!!
لا يعني هذا أننا نقلل من شأن أنفسنا كأصحاب الرقم القياسي في الفوز بكأس أفريقيا للأمم بستة ألقاب مقابل أربعة للكاميرون وغانا ولكن نقرر حقيقة.. ومجرد اللعب أمام البرازيل في أول مواجهة رسمية بين الفريقين علي مر التاريخ شرف كبير.. وكم من مرة طلبنا اللعب ودياً معهم وفشلنا لمغالاتهم في المطالب المادية والتي لم تقل عن مليوني دولار مقابل أداء مباراة واحدة بخلاف طائرة خاصة تقلهم ذهاباً وعودة.
الفرصة الذهبية
وها هي الفرصة الذهبية تسنح وفي بطولة عالمية تأتي بعد كأس العالم مباشرة من حيث الأهمية والاهتمام بل وسيحصل منتخبنا علي مقابل مادي كبير ليس من البرازيل ولكن من الفيفا منظم البطولة حيث يحصل منتخبنا علي مليون وربع المليون دولار لمجرد المشاركة فقط.
وحتي نكون منصفين فإن هذا الشرف الكبير تحقق بعرق وجهد أبطال منتخبنا الذي بهروا العالم بفوز مشرف ومستحق بكأس الأمم بغانا 2008 علي حساب قوي افريقية كبري مثل كوت دي فوار والكاميرون وبأداء بطولي نتمني من كل قلوبنا أن يظهر عليه في مباراة اليوم والتي يضع فيها المصريون أيديهم علي قلوبهم خوفاً من الاجتياح البرازيلي خاصة وأن الفريق يعاني في الفترة الأخيرة من إحباطات كبيرة بسبب فقدان أربع نقاط كاملة في أول مباراتين في التصفيات النهائية لكأس العالم وآخرها الهزيمة الثقيلة وغير المتوقعة من الجزائر 1/3 الأسبوع الماضي.
والذي يزيد من خوفنا ورعبنا أن المنتخب البرازيلي في قمة فورمته الفنية والبدنية حالياً بل والمعنوية أيضاً بعد تمكنه من انتزاع صدارة تصفيات المونديال في أمريكا الجنوبية.
ورغم ذلك كله فإن لاعبي منتخبنا الوطني يشعرون بسعادة مغلفة بالقلق وأحياناً الخوف لأنهم سيواجهون البرازيل بعد أن دخلوا في أجواء البطولة وتناسوا احباطات وأحزان تصفيات المونديال والتي تركوها وراء ظهورهم مؤقتاً بفضل المحاولات المكثفة من الجهاز الفني حسن شحاته وشوقي غريب وحمادة صدقي وأحمد سليمان وإدارة البعثة الممثلة في الكابتن سمير زاهر رئيس الاتحاد ومحمود طاهر واللواء صفي الدين بسيوني عضوي مجلس الإدارة وظهرت المنافسة الشديدة في التدريبات التي اتسمت بالقوة للفوز بمكان في التشكيلة الرئيسية.. وأياً كان من سيمثل منتخبنا اليوم فإن لاعبينا مطالبون بالدفاع ليس عن سمعة الكرة المصرية فقط وإنما عن سمعة الكرة الافريقية لأننا نمثل هذه القارة السمراء في بطولة القارات بصفتنا أبطال افريقيا في غانا 2008 وكل ما نطلبه من اللاعبين أن يتفوقوا علي أنفسهم ويبذلوا الجهد والعرق حتي آخر نقطة.. ونطلب من الله أن يحالفنا التوفيق أولاً في الدفاع عن مرمانا أولاً وفي استغلال بعض الفرص النادرة التي ستسنح لنا.
فلا الخطة ولا التشكيل سيكون لهما تأثير إلا إذا حالفنا التوفيق أمام هذا الفريق الرهيب الذي تعمل له المنتخبات العالمية ألف حساب.
ماذا يخبيء القدر؟!
والمعلم حسن شحاته والذي يعيش واحدة من أصعب مراحل مشواره التدريبي يري أنه ليس مطلوباً من أبنائه سوي تقديم أداء مشرف بصرف النظر عن النتيجة.. وقال لهم أكثر من مرة في المحاضرات: انكم باستطاعتكم أن تنالوا احترام جماهيركم والعالم كله إذا قدمتم مباراة طيبة حتي ولو انهزمتم.. وإذا كان منتخبنا قد خسر جهود ثلاثة من أبرز نجومه عماد متعب للإصابة وعمرو زكي للإصابة وهبوط المستوي وميدو "مشاكل".. فإن الفريق لايزال يملك نجوماً كانت ملء السمع والبصر مثل الفنان أبوتريكة والكابتن أحمد حسن ومحمد شوقي وحسني عبدربه أحسن لاعب في غانا 2008 والعفريت محمد زيدان قاهر "سونج" والصخرة وائل جمعة والعاقل هاني سعيد والحارس الأمين عصام الحضري وغيرهم من نجوم واعدة.. فقط نريد منهم أن يستعيدوا بعضاً من بريقهم وليس كل البريق الذي أبهرنا وأبهر العالم في غانا .2008
والحلم الذي يراودنا جميعاً هنا وفي مصر أن تكون المشاركة الثانية لنا في بطولة القارات أفضل برغم أن مجموعتنا هذه المرة هي الأصعب فهي تضم البرازيل وإيطاليا والولايات المتحدة.. في حين أن مجموعتنا في المكسيك 1999 كانت تضم بوليفيا والمكسيك والسعودية.. وكان أداء منتخبنا ونتائجه في تلك البطولة متناقضاً.. فبعد أن فرطنا في الفوز علي بوليفيا واكتفينا بالتعادل 2/..2 وحولنا هزيمتنا من صفر/2 أمام المكسيك الفريق المضيف تعادلنا 2/2 في مباراة تاريخية.. جاء الفريق ليسقط في مستنقع هزيمة تاريخية أمام السعودية 1/..5 تري ماذا يخبيء القدر لنا هذه المرة؟!
تعتمد خطة حسن شحاته اليوم علي ملء منطقة وسط الملعب والرقابة الجماعية ومن المؤكد أنه سيلعب بثلاثي ارتكاز من أصحاب الخبرة الدولية المتمثلة في حسني عبدربه ومحمد شوقي وأحمد حسن.. ولن يعتمد علي الرقابة الفردية لأن كل لاعبي البرازيل يحتاجون لمثل هذه الرقابة.. فتراقب من وتترك من؟!.. تراقب كاكا وتترك روبينيو.. أم تراقب الرهيب لويس فابيانو وتترك الظهير الرهيب داني "ألفيش".. أو النجم الصاعد بسرعة الصاروخ الكسندر باتو؟!
وتقع علي وائل جمعة وهاني سعيد ومحمود فتح الله مهمة ثقيلة ولكن مهمة ثلاثي الارتكاز أصعب لأنهم مطالبون بالدفاعي المتقدم.. أما عصام الحضري فتقع عليه المسئولية الأكبر وياليته يعود إلي مستواه الذي كان عليه في مباراة كوت دي فوار 2008 والتي أصاب فيها دروجبا بالعقدة!!
أما زيدان وأبوتريكة فعليهما بموهبتهما ومهاراتهما احداث القلق في خط دفاع البرازيل والحارس جوليوسيزا.. واستغلال الفرص النادرة التي قد تسنح في المباراة!!
الأمطار أغرقت الملعب الرئيسي
وشحاته غاضب
تعرض منتخبنا أمس لموقف غريب حيث رفضت اللجنة المنظمة إجراء المران الأخير لمنتخبنا وكذلك البرازيل علي الملعب الرئيسي بعد أن أغرقته الأمطار الغزيرة ليلة أمس الأول والتي شهدت حالة من الذعر للبعثة خاصة بعد أن تحطمت بعض الواجهات الزجاجية.. وأعرب حسن شحاته عن غضبه بسبب هذا الوقف وهدد بعدم حضور المؤتمر الصحفي وتدرب الفريق في ملعب الجامعة التكنولوجية.
راقصو.. السامبا
وفي المعسكر الآخر جاء منتخب البرازيل أو راقصو السامبا إلي مهمة جديدة.. وهي البحث عن لقب ثالث لبطولة القارات فهذا الفريق لا يبحث مثلنا عن كيفية التأهل أو المشاركة في كأس العالم أو كأس القارات وإنما يأتي للفوز بألقاب مثل هذه البطولات العالمية فهو حامل لقب كأس العالم خمس مرات وبطل للقارات مرتين وبطل أمريكا الجنوبية 8 مرات.. فضلاً عن أنه مصدر المواهب الكروية في العالم منذ الملك بيليه ورونالدو ورونالدينيو النائب الأكبر عن هذه البطولة.. وأخيراً كاكا صاحب الصفقة الخيالية وإذا كان دونجا المدير الفني وأحد نجوم أحد الأجيال الذهبية للبرازيل هو أصغر مدرب في البطولة فإنه يسعي بكل قوة للفوز بلقبها.. وهو يريد أن يحقق الفوز علي منتخبنا قبل أن يدخل في مواجهة عالمية غير مأمونة العواقب مع إيطاليا في الجولة الثانية الخميس القادم وخطورة المنتخب البرازيلي لا تمكن في نجم أو اثنين أو ثلاثة ولكنها تكمن في كل نجوم الفريق ومن الصعب علي منتخبنا أن يردع هذا الفريق إلا بدعاء الملايين والمنتخب البرازيلي يتميز في الفترة الأخيرة باللعب الجماعي وغابت عنه النزعة الفردية بدليل أنه قدم عروضاً ونتائج رائعة بدون ساحر البرازيل الغائب رونالدينيو وبدأ الفريق يعتمد علي اللعب المنظم والمتوازن دفاعاً وهجوماً.. ومع وجود النكهة البرازيلية الخاصة في الفن والمهارة واللعبات التي تعجب الجماهير والتي سيقدمها كاكا وروبينيو وفابيانو.. وربنا يستر!!