تبدأ أحداث القصة الخيالية الواقعية جداً عندما قرر أحد الأشخاص العاديين أن ينشئ حساباً على تويتر باسم د. كمال الجنزوري رئيس الوزراء متقمصاً شخصيته ومطلقاً العديد من التصريحات الساخرة على لسان الجنزوري.
وسرعان ما يتفاعل شعب تويتر مع هذا الحساب ويبدأون في حوارات ساخرة مليئة بالنكات مع صاحب هذا الحساب الوهمي وهي الظاهرة التي انتشرت كثيراً مؤخراً حيث يتقمص أحدهم شخصية مبارك أو سوزان مبارك أو الشيخة الشريفة ماجدة و غيرهم كثير وهو مما يعد نوعاً جديداً من النقد السياسي اللاذع والساخر.
ولكن شخصاً ما في جهاز أمني ما يبدو أنه يفتقر بشدة إلى حس الدعابة أخذ الموضوع على محمل الجد!! وهنا أخذت الأمور منعطفاً جاداً وخطيراً.
حيث فوجئ متابعو حساب الجنزوري الوهمي برسالة على الحساب كتبتها شقيقة صاحب الحساب تستغيث فيها وتعلن أن أخاها قد تم القبض عليه هذا نصها
انا هبة المصرى اخت عمر صاحب الاكونت ده عمر اتقبض عليه النهاردة الظهر زمايله سمعوهم بيقولوا نشر اخبار كاذبة وحاجات تانية كمان .
تقريبا السبب هو التويتة اللى فى الصورة حد اخدها من يومين وحطها على الفيسبوك واتعملها شير بكثافة
http://pic.twitter.com/ootbreeoانا وماما رجعنا من مديرية الامن وقالولنا انهم ميعرفوش حاجة عن الموضوع ده هننزل نروح لمحامى لو حد يقدر يساعدنا يكلمنى ع الرقم …………..
وتنقلب الدنيا على تويتر وتبدأ رحلة البحث عن د. كمال الجنزوري الوهمي خفيف الظل الذي أوقعه الهزار في شر أعماله على ما يبدو.
وبعد ثلاث ساعات كاملة من البحث تأتي الأخبار السعيدة بعد أن اتصل عمر بأهله ليطمئنهم بأنه بخير بعد أن تم الإفراج عنه وأنه في طريقه للبيت.
وبعد أن يشكر عمر المصري (د. الجنزوري الوهمي) جميع من ساعدوه ومن وقفوا إلى جوار أهله في تلك الساعات العصيبة منذ القبض عليه من مقر عمله في الثانية عشرة ظهراً وحتى الإفراج عنه في الثامنة مساءً..يبدأ في سرد الحكاية التي تصلح لأن تكون موضوعاً لبرنامج حدث بالفعل أو صدق أو لا تصدق.
وإليكم نص التصريحات الأخيرة للجنزوري الوهمي:
المسألة بدأت حوالى الساعة 12 الظهر،4 أفراد من بينهم ظابط جاءوا لشغلى النهاردة وبعد أخذ ورد أصروا على إصطحابى معهم دون أن يخبرونى بالسبب.
فى السيارة بدأ الظابط يعرفنى إنه بسبب ” حاجة كتبتها على الفيسبوك ” ، حاولت أفهمه إنى مجمد نشاطى على الفيس من مدة ،لكن مفيش فايدة.
حاولوا يفهمونى إن احنا رايحين “الأمن الوطنى” ، لكن الحقيقة احنا كنا فى “المخابرات” – وده عرفته بعدين – المعاملة فى البداية كانت “خشنة”.
لما تأكدوا إنى ” شخص عادى” عادى جداً كمان ، بدأت المعاملة تتحسن ، أخدوا الموبايل واللابتوب وخرج بيهم واحد من الغرفة اللى كنت فيها.
بعد أكتر من ساعة طلبت إنى اتصل أطمن أهلى لكنهم رفضوا ، وبدأوا التحقيق والتهمة “نشر أخبار كاذبة” بسبب هذه التغريدة
http://pic.twitter.com/SrCA7ohYحاولت أفهمهم إنه مش أنا اللى وضعت التغريدة على الفيس وكمان دى عبارة عن نكتة ، لكن مفيش فايدة وبدأوا يسألونى عن حاجات ملهاش علاقة بالموضوع.
ظابط صغير تقريباً فى سنى أخدنى على جنب وقالى : ” متخافش ” هما هيحاولوا يخوفوك شوية علشان متكررش ده تانى وهيسبوك تمشى.
وده فعلاً اللى حصل حوالى الساعة 8 مساءاً ، اعطونى الموبايل وأحتفظوا باللابتوب وقالوا هيرجعوه خلال يومين.
والحمد لله أنا بخير ووسط أهلى ، وأمى عمّالة تدعى بكل خير لكل واحدة وواحد منكم حاول يساعد.
فى النهاية أنا متشكر جداً ، وربنا يحفظكم ويبارك فيكم ……. ألف شكر.
وبعد أن حكى الجنزوري الوهمي القصة أعلن استقالته من منصبه الوهمي على تويتر منهياً مشواره السياسي الوهمي خفيف الظل بهذه التغريدات:
سأمنع نفسى عن هذه الوظيفة *** وأرحل عن هذا المنصب الدونى
لأنهم لا أعزّ الله حاكمهم *** قد طلّعوا رغم نصحى لهم دينى
ومن يُسهل لهم أمراً **** فملعونٌ حقاً وابن ملعونِِ
هذى الوظيفة الثقيلة إن كانت *** وقفاً عليهم فعنها الله يُغنينى ..
الإثنين يناير 23, 2012 5:24 am
