بخطاب مُسجل و3 جمل قصيرة.. سمع المصريون صوت الرئيس السابق حسني مبارك، على مدار عام كامل، التزم فيه الصمت.. فبدءًا من الساعة السابعة من مساء الجمعة 11 فبراير 2011، عندما ألقى اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس السابق، خطاب تخلي مبارك عن السلطة، لم يسمع المصريون صوت الرئيس السابق سوى 3 مرات.
المرة الأولى كانت في 10 أبريل الماضي، عندما خرج عن صمته خلال تسجيل صوتي لقناة العربية، أكد خلاله أنه وأسرته لا يملكون أي عقارات، أو أموال خارج مصر، بعد تضارب الأرقام عن ثروته في البنوك بالخارج، إلا أن المستشار عبد المجيد محمود، النائب العام، أصدر قرارا في نفس اليوم باستدعاء مبارك ونجليه علاء وجمال للتحقيق، فيما يعد أول مواجهة مباشرة بين مبارك و«الثورة» بعد التنحي.
وفي 13 أبريل الماضي، قرر النائب العام حبس الرئيس السابق حسني مبارك 15 يوما على ذمة التحقيق معه، في اتهامات تتعلق بالتربح واستغلال النفوذ، وإصدار أوامر بقتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير، ليتم نقله إلى مستشفى شرم الشيخ بأوامر من النائب العام، لتكون المدينة المفضلة له بمثابة «محبسه الأول».
وفي يوم 3 أغسطس يظهر الرئيس المخلوع بعد 174 يوما من تنحيه داخل قفص الاتهام بأكاديمية الشرطة، بعد حضوره من مستشفى شرم الشيخ، ولم ينطق سوى جملتين، الأولى عندما نادى عليه رئيس الجلسة، فرد عليه: «أفندم موجود» والثانية، عندما سأله القاضى عن الاتهامات المنسوبة إليه، فنفاها قائلا: «كل هذه الاتهامات أنكرها كلية».
وبعدها لاذ الرئيس السابق بصمته طوال ما يزيد على 45 جلسة، حضرها نائما على السرير الطبي، ولم يتغيب سوى عن جلسة واحدة، ليخرج عن صمته في الجلسة التالية عليها، الأربعاء الماضي، عندما سرد عليه القاضي تفاصيل الجلسة التي غاب عنها بسبب سوء الأحوال الجوية، وصعوبة نقله بالطائرة.. فحينما سأله القاضي: «هل لديك تعليق»، رد عليه مبارك: بجملة «شكرا سيادة الرئيس»، تلك الجملة التي ربما لم ينطق بها منذ وفاة الرئيس الراحل محمد أنور السادات.